مذكرات

 


أجلس وبجواري شمعة مضيئة، الكهرباء منقطعة والضوء خافت، صوت المطر في الخارج مسموع، أطرافي باردة، قلبي لونه أزرق وأشعر بروحي تائهة قليلًا.. أُحدث نفسي (كعادتي)، أنتِ تحاولين جاهدة! وهذا يكفي.

أكتب وأنا أشعر بعينين تتبعان الكلمات، هل أفقد شفافيتي هكذا؟ لا أعتقد.

أسأل نفسي، لمَ أحبك؟ ماذا قدّمت لي؟ لا يُسأل سؤالٌ كهذا في الحب؟ حقًا! لم أكن أعلم. أسأل نفسي مجددًا، لمَ كل تلك المشاعر وأنت هناك، في النقطة البعيدة جدًا، لا أقصد المسافة فقط، أقصد الكثير..

شعرت برغبةٍ شديدة في داخلي للكتابة، كنت أرسم وأفكر، لم أدون منذ فترة، ربما عليّ أن أكون ممتنة لإنقطاع الكهرباء الآن، أتاحت لي استخدام الدفتر والقلم والكلمات.

تمر أمي الحبيبة بوعكة صحية شديدة، أصبحت لا تغادر الفراش كثيرًا، ولا تكاد تتحدث حتى تخونها رئتاها، تقول أن قلبها يؤلمها وأنا بدوري يؤلمني قلبي، أخشى أن أفقدها يومًا، لا أريد أن أتخيل الحياة بدونها.. لا ليس الآن.

أصابعي تؤلمني من البرد، لكن يسكتني تذكري أن أحدهم يشعر بالبرد أكثر الآن.

عزيزي الذي لا يعلم كم هو عزيزي، هل تُحدث صديقاتك الأُخريات كما تحدثني؟ لا أريد أن أصدق هذا.

وضعت أصابعي فوق الشمعة، مدّني قليلًا بالدفئ! بشكلٍ ما أصبحت أقل ثرثرة، أكثر إنطوائية، لا يسألني أحد عن يومي، ولا أسأل أحد. أعيش تفاصيل يومي، وكالعادة أحاول أن أصنع لي لحظات سعيدة.

أنا أبسط ما يكون صدقني! بوسع كلمة واحدة أن تملأ صدري فراشات، ووجبة دافئة تجعلني أشبك يدايّ وأقول "الله.."

طال شعري صحيح :) نزل عن منتصف ظهري، أسودًا كثيفًا ناعمًا وطويلا، أشعر أحيانًا أن الشِعر كتب فيه وله! اجمل ما فيه أنه يشعرني بالدفئ.

أيامي؟ أيامي عادية، غالبًا هادئة، في الليل أشعر بالوحدة، وحين أتأمل الحياة أحزن. أحاول دومًا وأصنع ما أستطيع، أقابل أناسًا جدد.. لُطفاء، يصنعون لي القهوة :)، يسألني أحدهم إن ما كنت أحب البحر؟ فأجيب بأن لا بأس به. أنا أخاف البحر يا عزيزي، أخافه.

أحب الحياة غالبًا، هل أخبرتك بذلك من قبل؟ نعم أحب الحياة، وأتوق لها.. تحزنني أحيانًا ولكن قلبي الرقيق ينسى ويسامح ويحبها مرة أخرى، كما أحبك.

سأطفئ الشمعة وأنام، فوق شعري. يداي ستدفآن الآن، ليلة سعيدة.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحُب

علّمني صديقي