غرفة، لي وحدي

 

تغريني الكتابة الآن، الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قمت قليلًا عن السرير لأحضر الماء، نظرت خلفي نظرة، وقفت أتأمل.. السرير، بجواره دفتري الرسم، وعليه حاسوبي، الكومودينة من جانبه تحمل شمعة، لوحة، مصحف وأقلام. ألقي نظرة على الغرفة! لي؟ وحدي؟

كلمة وحدي هذه، جعلت من دموعي الآن أن تنزل، لأني أتذكر; أتذكر أول غرفة كنت فيها، قبل أن أعي أين انا، بجوار والديّ، ثم بين أخواتي، نحن الأربعة، وسها تحكي لنا القصص، أنام على قديمها، وأتشاجر مع أمل من منا اليوم ستنام بجوار الحائط؟ في مرحلة ما، عُدت للنوم في غرفة والديّ، كان التلفاز هناك، ننام أنا وأمل وحلا ومحمد وبرغم فارق العمر، وبرغم كبري على النوم هناك، إلا أننا كنا ننام في تلك الغرفة الدافئة في ليالي الشتاء، كانت الغرفة الوحيدة التي لا يغطي سقفها "الاسبست" فقط، كانت مُبطنة، ليست بالبطانة الجميلة، لكنها كانت دافئة. عدد أفراد الأسرة يقل فترةً فأخرى، الحياة! ومع مرور الوقت والغرفة تتخذ طباعًا مختلفًا في كل مرحلة، لكن وحدي كانت كلمة بعيدة المنال والرؤية، أنا وأمل ثم أنا ونفسي فقط!

كبرت وأصبحت لدي غرفة، لم أتخيل هذا قط! وسعيدة بذلك، أحب أن أنفرد في غرفتي الخاصة، نظرتي الخاطفة جعلتني أفكر في اليوم الذي سأتركها فيه، في اليوم الذي سأتخلي عنها، وأنتقل الى المكان الذي لا أعلم أين وكيف هو؟ من سيكون معي؟ أأبقى وحيدة؟ تغريني الوحدة كثيرًا، وتحزنني في كثير من الأحيان. كيف للحياة القصيرة ألا تكون مع من نختار ونحب؟ وكيف للإنسان الضعيف أن يصل به العمر إلى ما يصل ولايزال خائف؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات

الحُب

علّمني صديقي