ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟

16 JUNE 2021

صورة من الأرشيف في تطوعي لدورة رسم لأطفال من مدرسة أطفالنا صُم.


هل تذكر حين كتبتُ عن أحلامي بشكلٍ سريع على صورتي بالخلفية الحمراء ؟
أوعندما سألتني " شو نفسك ؟ "  وأجبتك إجابةً أقف الآن أمامها وأنا حزينة من نفسي، لأني قد ظلمتها!
ظلمت ندى الحالمة بداخلي، التي ربما أنساها في كثيرٍ من الأيام، وأشعر أني خُلقت بلا أحلامٍ على مدى بعيد..
لكن ربما عدم البوح بهذه الأمور، او عدم التفكير بها دومًا يعود لشعوري بالخوف من الارتباط بشيءٍ اتمناه، وشاء الله ان لا يتم ..
والشعور بالحزن وقتها، لكن في الوقت ذاته، في قلبي إيمان أن الخيرة فيما اختاره الله.
"قصص الأطفال"
عندما قمت بالتدريس في مدرسة للأطفال الصُم، كنت سعيدة جدًا، كنت في كلِّ ليلةٍ أجلس، أمامي دفتر التحضير، وحاسوبي، وأقوم بالتجهيز للحصة القادمة، أقوم بطباعة الصور وابحث عن الطرق المناسبة التي سأشرح فيها حصة اليوم..
كنت دائمًا على شوقٍ وترقب، "كيف سيمر اليوم ؟"، أنهي محاضراتي، وأغادر الجامعة مسرعة، أستقل أول سيارة وأنا بداخلي شعور تلك المعلمة التي تشتاق لطلابها (رغم المدة التي تعتبر قصيرة التي قضيتها معهم، لكن بالفعل كان يراودني هذا الشعور !)، عندما أصل وأرى في أعينهم السعادة أني وصلت! ينادي أحدهم الآخر للتجمع في غرفة المرسم، يلقون التحية بإبتسامتهم، ويجلسون، في أحد المرات قاموا بتخبئة هاتفي مني، وعندما قلت لهم أني سأرحل بسبب هذا، تسارعوا بإحضار الهاتف، خشية أن أغادر فعلًا !
لا وسيط بيننا سوا أعيننا، ويا لها من عيون..
آه، لقد أخذني الموضوع هذا وأنا في نيةٍ للتحدث عن موضوع آخر، لكن، سبب ذكري لهذا هو سماعي المتكرر من الأقرباء مني بكم هو مناسب لندى بأن تكون معلمة أطفال! ولأخبرك بهذا .. حتى انا أشعر بذلك :)!
ومن هذا الباب، أنا الآن أعرف لمَ لديّ هذا الحُلم، بكتابة قصص الأطفال.. لقربهم من قلبي، عوالمهم البريئة، التي لم تلوثها الحياةُ بعد .. نظراتهم الصادقة .. النقاء الذي يحملونه في قلوبهم ..
أريد أن أتصل به، وأبقى على مقربةٍ منه..
أنجذب دومًا لقصص الأطفال، وأقف مًطولًا أتامل فيها، الرسومات والنصوص، كأني ندى ذات العشرة سنين الفرحة بما يخبرني به هذا الكتاب!
وأشعر أني وجدت الإجابة على السؤال الذي لطالما سُئلناه حين كنا أطفال، "ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟" <3
وهنالك شعورٌ آخر يخبرني أنّ الإنسان لا يكبر أبدًا على معرفة ماذا يريد أن يصبح :).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات

الحُب

علّمني صديقي