نافذة المخيم


في بيتنا القديم، البيت الأقرب لقلبي، كان في داخلي مشاعر حزينة تجاه النوافذ! كُنت قد كتبتُ حينها نص عن حزني هذا، سأرفقه هنا 

"أحيانًا أشعر بالاستياء، لأني لا أستطيع النظر للسماء حينما أريد، بيتنا الواسع، ضاق أمام نافذة تطل على السماء . لو أن هنالك نافذة في بيتي، أريدها أن تطل على الجيران، لألا أشعر بالوحدة في الليالي القاسية، أرى حنان أمٍ في قطعة كيك، أو قُبلة حب وأضحك .. أو بكاء أحدهم على الشرفة ف تخِف وطأة الحزن على قلبي لأن هنالك من يشاركني إياه، لا أريدها أن تطل على الفراغ المُوحش، أسعد بمراقبة الناس خِلسة، لا تطفلًا، بل حُبًا .. وأنا اعتذر منهم من الآن إن استاؤوا هذا .. سيفصلني عنهم مسافة تسمح للرائحة الزكية بالوصول، ولا تسمح للصوت المزعج لا اريد للبنايات أن تقطع حبل رؤيتي للسماء، أريدها واضحة تمامًا، لأرى عصفورًا يُحلق من أعلى بيتي إلى أبعد نقطة، مراقبةً جناحاه الصغيران يضربان الهواء بخفة وقوة"

منذ أيام، في البيت الحالي، أقف أمام النوافذ مُتأملة.. الله يا سرعة تحقق الأحلام! ههههههه حقًا هذا ما حدث وهذا هو شعوري حينها، إلى الآن أقف أمام النافذة لدقائق مُتأملة الشجرة الكبيرة، السماء الممتدة، وبيوت المخيم!

المنظر من هنا مُحزن قليلا وبسيط جدًا، بيوت المخيم المتراصة التي تكاد لا تفرقها عن بعضها، اللون الرصاصي المتشبع بمياه المطر، أعلى العمارة بيت أسبست، تشعر أنك تعرف قصص البيوت دون أن تدخلها!  شوارع ضيقة، وفراغ لا يخلو من الأصوات، لك أن تسمع أصوات جيرانك جميعهم، مُختلط بأصوات الأطفال في الشارع، عربات البيع، سيارات، عصافير، نعم، وصوت قلبك :)..

لا أحب المخيم، لكني أشعر بالإنتماءِ إليه! على الصعيد الصغير في غزة، ما بين مدينة غزة والمخيم الذي أقطن فيه، عندما أعود إليه أشعر كأنما عُدت للوطن! وعلى الرغم من كون شوارع المخيم أقل حضارة من المدينة، أكثر بساطة، إلا أنني أشعر بها بشيءٍ من الراحة والأُلفة.

وللمُخيم أوجه لا تنتهي، أوجه حزينة ومؤلمة، بسيطة ومريحة، تثير الغضب كثيرًا، لكن قلبك لا يقسوا عليها أبدا :).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات

الحُب

علّمني صديقي