لا أتامل غليان القهوة


الحقيقة، أني لا أتأمل القهوة حتى تغلي، تشغلني الكؤوس على المجلى، والأواني التي في غير أماكنها. أرى الماء المنسكب على الأرض فأسرع لإحضار المنشفة، لا تقلق، أذني مع القهوة، أمسح الأرض وأعود مسرعة إليها. أصب فنجانين وكأس، الكأس لأبي وفنجان لأمي والآخر لي.
أضعه على مكتبي وأعود إلى حيث كنت، إذ وجدت أن أرض البيت أيضًا تحتاج المسح! ما هذا الصوت؟ آه الغسالة، انتهت الوجبة، أضع على رأس أيّ قطعة قماش (صدقني أي قطعة، أنا متأكدة أن الأعين مختلسة النظر، التي تراني على السطح بهذا الشكل العشوائي تشعر بالريبة حين تراني أخرج بترتيبٍ وأناقة(هكذا أعتقد)، وتحادث نفسها (هي نفسها؟) ههههههه نفسها يا عزيزي، على الرغم من أني في البيت أجمل.)
أين كنت؟ آه، أنشر الغسيل على طريقة أمي قدر المُستطاع، أعود للأسفل، إلى فنجان قهوتي ذاك. 
أجلس في الغرفة وأتأمل، وانا أمسك بين يديَّ الفنجان، وهو يمدني بدفئه المُنقضي، لأني أتذكره، فأشعر به.
حياتي بسيطة، عادية، وأنا عادية جدًا.
حين أستيقظ، في أيام العطل، لا أجلس في سريري أتأمل السقف، أقف مرةً واحدة، أرفع شعري لأعلى بلا مِشط، أنظر لوجهي في المرآة وأتمنى لو يبقى هكذا طوال اليوم، بهذه الخفة والنعومة، أرتب سريري سريعًا، وأخرج أرتب ما أراه في وجهي، وأشعر بأني ما جعلت من نفسي أولوية كغيري! ولمَ هذا! وما الشيء الذي أنا عَجِلة لأجله؟ 
على كلٍّ أنا أسعد في لحظاتي الهادئة، والصاخبة أيضًا، وأحب البيت والعمل فيه، أحب صناعة القهوة حتى لو لم يتسنى لي تأملها وشربها باردة، عادية، حياتي عادية، والحمد لله :)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرات

الحُب

علّمني صديقي