المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2023

علّمني صديقي

صورة
أول صديقة لي في الحياة كانت "لمى"،  كانت أجمل فتاة في عينيّ ! في البداية، حين صادفتها بعد انتقالي لبيتي الجديد، تمنيت لو كنت صديقة لها. وإحدى المرات، في سهرة عمها، لبستُ فستان سكري قصير، مشطت لي أمي شعري ورفعَته "ذيل فرس" لأعلى، انتعلت حذاء باللون السكري أيضًا، لا أتذكر لكني أعتقد أني وضعت القليل من أحمر الشفاه! جلست خجِلة بلا أصدقاء على كرسيِّ في الحفلة، وجلست أتأملها برفقة قريباتها الأطفال. في يومٍ قريب بينما كانت تلعب بين صديقاتها، دعتني لألعب معهم! رفرفت روحي. هنا بدأت صداقتي معها، لازمنا بعضنا طوال سنوات الجيرة، نسهر في الحارة لساعات متأخرة، وكانت أسعد لحظاتي حين لبسنا نفس الملابس صدفة! كان خاصتي أزرق، وخاصتها برتقالي اللون. مرّت السنوات، ومرّت عليّ الصديقات، ومفهوم الصداقة لازال يتخذ نفس الشكل، الشكل العفوي الأنثوي اللطيف. كانت لكل مرحلة طابع خاص، ومشاعر كثيرة، بكثرة المواقف والأحداث.  لكن لي صديق، أعطى لمفهوم الصداقة عندي معنى جديد، طعمٌ فريد، لم أتذوقه من قبل! كأن الصداقة من قبله لا تشبه الصداقة بعده! علّمني كيف أدعو لمن أحب، كيف أشتاق حقًا، وكيف نهزم المساف...

غرفة، لي وحدي

صورة
  تغريني الكتابة الآن، الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قمت قليلًا عن السرير لأحضر الماء، نظرت خلفي نظرة، وقفت أتأمل.. السرير، بجواره دفتري الرسم، وعليه حاسوبي، الكومودينة من جانبه تحمل شمعة، لوحة، مصحف وأقلام. ألقي نظرة على الغرفة! لي؟ وحدي؟ كلمة وحدي هذه، جعلت من دموعي الآن أن تنزل، لأني أتذكر; أتذكر أول غرفة كنت فيها، قبل أن أعي أين انا، بجوار والديّ، ثم بين أخواتي، نحن الأربعة، وسها تحكي لنا القصص، أنام على قديمها، وأتشاجر مع أمل من منا اليوم ستنام بجوار الحائط؟ في مرحلة ما، عُدت للنوم في غرفة والديّ، كان التلفاز هناك، ننام أنا وأمل وحلا ومحمد وبرغم فارق العمر، وبرغم كبري على النوم هناك، إلا أننا كنا ننام في تلك الغرفة الدافئة في ليالي الشتاء، كانت الغرفة الوحيدة التي لا يغطي سقفها "الاسبست" فقط، كانت مُبطنة، ليست بالبطانة الجميلة، لكنها كانت دافئة. عدد أفراد الأسرة يقل فترةً فأخرى، الحياة! ومع مرور الوقت والغرفة تتخذ طباعًا مختلفًا في كل مرحلة، لكن وحدي كانت كلمة بعيدة المنال والرؤية، أنا وأمل ثم أنا ونفسي فقط! كبرت وأصبحت لدي غرفة، لم أتخيل هذا قط! وسعيدة بذلك، أحب أن أن...

لا أتامل غليان القهوة

صورة
الحقيقة، أني لا أتأمل القهوة حتى تغلي، تشغلني الكؤوس على المجلى، والأواني التي في غير أماكنها. أرى الماء المنسكب على الأرض فأسرع لإحضار المنشفة، لا تقلق، أذني مع القهوة، أمسح الأرض وأعود مسرعة إليها. أصب فنجانين وكأس، الكأس لأبي وفنجان لأمي والآخر لي. أضعه على مكتبي وأعود إلى حيث كنت، إذ وجدت أن أرض البيت أيضًا تحتاج المسح! ما هذا الصوت؟ آه الغسالة، انتهت الوجبة، أضع على رأس أيّ قطعة قماش (صدقني أي قطعة، أنا متأكدة أن الأعين مختلسة النظر، التي تراني على السطح بهذا الشكل العشوائي تشعر بالريبة حين تراني أخرج بترتيبٍ وأناقة(هكذا أعتقد)، وتحادث نفسها (هي نفسها؟) ههههههه نفسها يا عزيزي، على الرغم من أني في البيت أجمل.) أين كنت؟ آه، أنشر الغسيل على طريقة أمي قدر المُستطاع، أعود للأسفل، إلى فنجان قهوتي ذاك.  أجلس في الغرفة وأتأمل، وانا أمسك بين يديَّ الفنجان، وهو يمدني بدفئه المُنقضي، لأني أتذكره، فأشعر به. حياتي بسيطة، عادية، وأنا عادية جدًا. حين أستيقظ، في أيام العطل، لا أجلس في سريري أتأمل السقف، أقف مرةً واحدة، أرفع شعري لأعلى بلا مِشط، أنظر لوجهي في المرآة وأتمنى لو يبقى هكذا طوال ال...

مذكرات

صورة
  أجلس وبجواري شمعة مضيئة، الكهرباء منقطعة والضوء خافت، صوت المطر في الخارج مسموع، أطرافي باردة، قلبي لونه أزرق وأشعر بروحي تائهة قليلًا.. أُحدث نفسي (كعادتي)، أنتِ تحاولين جاهدة! وهذا يكفي. أكتب وأنا أشعر بعينين تتبعان الكلمات، هل أفقد شفافيتي هكذا؟ لا أعتقد. أسأل نفسي، لمَ أحبك؟ ماذا قدّمت لي؟ لا يُسأل سؤالٌ كهذا في الحب؟ حقًا! لم أكن أعلم. أسأل نفسي مجددًا، لمَ كل تلك المشاعر وأنت هناك، في النقطة البعيدة جدًا، لا أقصد المسافة فقط، أقصد الكثير.. شعرت برغبةٍ شديدة في داخلي للكتابة، كنت أرسم وأفكر، لم أدون منذ فترة، ربما عليّ أن أكون ممتنة لإنقطاع الكهرباء الآن، أتاحت لي استخدام الدفتر والقلم والكلمات. تمر أمي الحبيبة بوعكة صحية شديدة، أصبحت لا تغادر الفراش كثيرًا، ولا تكاد تتحدث حتى تخونها رئتاها، تقول أن قلبها يؤلمها وأنا بدوري يؤلمني قلبي، أخشى أن أفقدها يومًا، لا أريد أن أتخيل الحياة بدونها.. لا ليس الآن. أصابعي تؤلمني من البرد، لكن يسكتني تذكري أن أحدهم يشعر بالبرد أكثر الآن. عزيزي الذي لا يعلم كم هو عزيزي، هل تُحدث صديقاتك الأُخريات كما تحدثني؟ لا أريد أن أصدق هذا. وضعت أصابع...