المشاركات

عيناه تقولان، "هذا أخي الكبير"..

صورة
لقطة من لحظة كيّ القميص، محمد. عاد أخي الكبير(حسن) للمنزل بعد خمسة أعوامٍ من الغربة، في عطلته السنوية مع عائلته كان حضوره فارقًا في روحنا جميعًا.. فكرة الأخ الأكبر، شخصه الحنون، عقله الناضح، قلبه الذي فاق الطيبة معنى.. أريد أن أخصّ الحديث لأكثر ما أثار انتباهي ومال قلبي له.. أخي محمد (الصغير)، لشد ما هو سعيد، لشد ما شعرت بعينيه تقولان; هذا أخي الكبير.. أراه ممسكًا ذراع أخي، يأبى أن يسبقه خطوة إلى المسجد، يريد من خطواته أن تواسي خطوات أخيه الكبير، أن يقول بملئِ جوارحه "هذا أخي الكبير"  عندما وعده حسن أنه سيأخذه معه إلى مشوارٍ ما، بدأ يتجهز قبل ساعات! أخد يكوي القميص، يلمع الحذاء، رشّ عطره الجديد، ووقف أمام المرآة كثيرًا.. كأنه يقول لنفسه، أريد أن أليق بأخي الكبير :)).. في ذلك اليوم، ولشدة ما ينسى حسن، نسي محمد، ونسي ما وعده، أخذ محمد يعد الدقائق والساعات، لم يخلع الحذاء! لم يغادر المرآة.. حتى غلبه النعاس.. اليوم، أراد حسن أن يعوض محمد عن اليوم المُنقضي، الذي نسيه فيه، ومحمد هو محمد :) طلب مني أن أغسل له قبة القميص، وغسلته.. أخذ يكوي القميص، لم يترك فيه شبرًا لم تصله الحرارة.. ...

الحُب

صورة
في حالة من الحب، زهور من جولة أمي الصباحية. جميلة هي ألوان الحب، وجميلة أعيننا حين نحب، جميلٌ كيف نشعر تجاه كل شيء ونحن في هذه الحالة! من لون السماء اليوم، إلى مذاق القهوة في الصباح، تغدو الشوارع حقيقية أكثر، طولها هو طولها الحقيقيّ، لونها هو لونها وربما أزهى، نسمع من الكلام أحلاه، ويحلو لنا أدناه! الوجوه هذه المرة تدعو إلى الحُب، نصبح أكثر صبرًا، أكثر إبتسامًا.. نحب الحياة.. أحيانًا..  حين نشعر بتبادل هذه المشاعر. ما دون ذلك، فالسماء ضجرة، والقهوة مُرّة بطريقة لا تشبه مرارتها، يغدو الطريق طويلًا اليوم.. الألوان قاتمة، نسمع من الكلام أدناه، وربما نبتسم حين نسمع أحلاه.. نغدو أقل صبرًا.. نزيف الإبتسامة ما استطعنا، لأننا بشكلٍ ما، نخاف أن نبوح بما أُصبنا به من داء الحُب، رغم أن أعيننا تفضح ما في قلوبنا.. جميلٌ هو الحب، بمره وحلاه. أُقدِّس مشاعر الإنسان على اختلافها، أُقدِّس الحالة التي يمر بها، التشارك والتلاحم بين الملامح وأعضاء الجسد من القلب حتى حركة اليدين وخطوات الأقدام، من نظرة العيون وطبيعة الجو حوله! فعلى توحد الطبيعة في المكان الواحد، فهي ليست بواحدة بالنسبة لنا! كلٌ يرى ويشع...

غرفة، لي وحدي

صورة
  تغريني الكتابة الآن، الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قمت قليلًا عن السرير لأحضر الماء، نظرت خلفي نظرة، وقفت أتأمل.. السرير، بجواره دفتري الرسم، وعليه حاسوبي، الكومودينة من جانبه تحمل شمعة، لوحة، مصحف وأقلام. ألقي نظرة على الغرفة! لي؟ وحدي؟ كلمة وحدي هذه، جعلت من دموعي الآن أن تنزل، لأني أتذكر; أتذكر أول غرفة كنت فيها، قبل أن أعي أين انا، بجوار والديّ، ثم بين أخواتي، نحن الأربعة، وسها تحكي لنا القصص، أنام على قديمها، وأتشاجر مع أمل من منا اليوم ستنام بجوار الحائط؟ في مرحلة ما، عُدت للنوم في غرفة والديّ، كان التلفاز هناك، ننام أنا وأمل وحلا ومحمد وبرغم فارق العمر، وبرغم كبري على النوم هناك، إلا أننا كنا ننام في تلك الغرفة الدافئة في ليالي الشتاء، كانت الغرفة الوحيدة التي لا يغطي سقفها "الاسبست" فقط، كانت مُبطنة، ليست بالبطانة الجميلة، لكنها كانت دافئة. عدد أفراد الأسرة يقل فترةً فأخرى، الحياة! ومع مرور الوقت والغرفة تتخذ طباعًا مختلفًا في كل مرحلة، لكن وحدي كانت كلمة بعيدة المنال والرؤية، أنا وأمل ثم أنا ونفسي فقط! كبرت وأصبحت لدي غرفة، لم أتخيل هذا قط! وسعيدة بذلك، أحب أن أن...

لا أتامل غليان القهوة

صورة
الحقيقة، أني لا أتأمل القهوة حتى تغلي، تشغلني الكؤوس على المجلى، والأواني التي في غير أماكنها. أرى الماء المنسكب على الأرض فأسرع لإحضار المنشفة، لا تقلق، أذني مع القهوة، أمسح الأرض وأعود مسرعة إليها. أصب فنجانين وكأس، الكأس لأبي وفنجان لأمي والآخر لي. أضعه على مكتبي وأعود إلى حيث كنت، إذ وجدت أن أرض البيت أيضًا تحتاج المسح! ما هذا الصوت؟ آه الغسالة، انتهت الوجبة، أضع على رأس أيّ قطعة قماش (صدقني أي قطعة، أنا متأكدة أن الأعين مختلسة النظر، التي تراني على السطح بهذا الشكل العشوائي تشعر بالريبة حين تراني أخرج بترتيبٍ وأناقة(هكذا أعتقد)، وتحادث نفسها (هي نفسها؟) ههههههه نفسها يا عزيزي، على الرغم من أني في البيت أجمل.) أين كنت؟ آه، أنشر الغسيل على طريقة أمي قدر المُستطاع، أعود للأسفل، إلى فنجان قهوتي ذاك.  أجلس في الغرفة وأتأمل، وانا أمسك بين يديَّ الفنجان، وهو يمدني بدفئه المُنقضي، لأني أتذكره، فأشعر به. حياتي بسيطة، عادية، وأنا عادية جدًا. حين أستيقظ، في أيام العطل، لا أجلس في سريري أتأمل السقف، أقف مرةً واحدة، أرفع شعري لأعلى بلا مِشط، أنظر لوجهي في المرآة وأتمنى لو يبقى هكذا طوال ال...

ممتنة لعالم السينما.

صورة
في كلِّ مرة أكون أمام تحفة فنية من عالم السينما، أشعر بدموعي حقًا! بعيدُا عن مجرى الأحداث أكانت مُحزنة أم لا. هذا هو منبع إمتناني لمن يقترح عليّ فيلم جميل، أن تتاح لي الفرصة أن أخوض هذه الرحلة! الأمر أشبه بالخوض بقراءة كتابٍ قيِّم جميل. الفكرة تكمُن في البُعد الذي ترى منه الفيلم أو التحفة أيًا كانت، أنت المُشاهد، خلف الكاميرا، وأنت أيضًا جزء من الفيلم! حيث تجد نفسك في الأحداث، في المشاهد! أن تتغلل في عقلية الشخصيات أمامك، طريقة التفكير، كيفية التصرف، مواجهة المشاعر، مواجهة الأيام وكل تلك التفاصيل الصغيرة، تَحسُسَكَ للفروقات الفردية في المواقف وتجاه ذات الامر، الأمر كفيل بفتح آفاق كثيرة أمامنا! نهاينا عن التغذية البصرية، الذوق الموسيقي بما يتناسب مع روحية الفيلم. أنا ممتنة لصُناع الأفلام الجميلة بأنوعها، ممتنة لعالم السينما صاحب اللمسة اللذيذة عن قلبي، للكادر الذي يعمل لإيصال هذه التُحف لنا، لحملنا إلى عالم آخر. بالنسبة لي، كانت السينما في لحظاتٍ كثيرة مخرجًا.. عالم أُتيحت لي زيارته، مصدر إلهام، وتذكرة أخرى متجددة في عالم البدايات :) أنا متأكدة بأن هنالك من سيشعر بكلماتي، ممتنون آخرون، ...

ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟

صورة
16 JUNE 2021 صورة من الأرشيف في تطوعي لدورة رسم لأطفال من مدرسة أطفالنا صُم. هل تذكر حين كتبتُ عن أحلامي بشكلٍ سريع على صورتي بالخلفية الحمراء ؟ أوعندما سألتني " شو نفسك ؟ "   وأجبتك إجابةً أقف الآن أمامها وأنا حزينة من نفسي، لأني قد ظلمتها! ظلمت ندى الحالمة بداخلي، التي ربما أنساها في كثيرٍ من الأيام، وأشعر أني خُلقت بلا أحلامٍ على مدى بعيد.. لكن ربما عدم البوح بهذه الأمور، او عدم التفكير بها دومًا يعود لشعوري بالخوف من الارتباط بشيءٍ اتمناه، وشاء الله ان لا يتم .. والشعور بالحزن وقتها، لكن في الوقت ذاته، في قلبي إيمان أن الخيرة فيما اختاره الله. "قصص الأطفال" عندما قمت بالتدريس في مدرسة للأطفال الصُم، كنت سعيدة جدًا،  كنت في كلِّ ليلةٍ أجلس، أمامي دفتر التحضير، وحاسوبي، وأقوم بالتجهيز للحصة القادمة، أقوم بطباعة الصور وابحث عن الطرق المناسبة التي سأشرح فيها حصة اليوم.. كنت دائمًا على شوقٍ وترقب، "كيف سيمر اليوم ؟"،  أنهي محاضراتي، وأغادر الجامعة مسرعة، أستقل أول سيارة وأنا بداخلي شعور تلك المعلمة التي تشتاق لطلابها (رغم المدة التي تعتبر قصيرة التي قضيتها ...

نافذة المخيم

صورة
في بيتنا القديم، البيت الأقرب لقلبي، كان في داخلي مشاعر حزينة تجاه النوافذ! كُنت قد كتبتُ حينها نص عن حزني هذا، سأرفقه هنا  "أحيانًا أشعر بالاستياء، لأني لا أستطيع النظر للسماء حينما أريد، بيتنا الواسع، ضاق أمام نافذة تطل على السماء . لو أن هنالك نافذة في بيتي، أريدها أن تطل على الجيران، لألا أشعر بالوحدة في الليالي القاسية، أرى حنان أمٍ في قطعة كيك، أو قُبلة حب وأضحك .. أو بكاء أحدهم على الشرفة ف تخِف وطأة الحزن على قلبي لأن هنالك من يشاركني إياه، لا أريدها أن تطل على الفراغ المُوحش، أسعد بمراقبة الناس خِلسة، لا تطفلًا، بل حُبًا .. وأنا اعتذر منهم من الآن إن استاؤوا هذا .. سيفصلني عنهم مسافة تسمح للرائحة الزكية بالوصول، ولا تسمح للصوت المزعج لا اريد للبنايات أن تقطع حبل رؤيتي للسماء، أريدها واضحة تمامًا، لأرى عصفورًا يُحلق من أعلى بيتي إلى أبعد نقطة، مراقبةً جناحاه الصغيران يضربان الهواء بخفة وقوة" منذ أيام، في البيت الحالي، أقف أمام النوافذ مُتأملة.. الله يا سرعة تحقق الأحلام! ههههههه حقًا هذا ما حدث وهذا هو شعوري حينها، إلى الآن أقف أمام النافذة لدقائق مُتأملة الشجرة الكبي...